مشروع العائلة الفلسطينية

يُساعد “مشروع العائلة الفلسطينية” العائلات الغزّية المحتاجة من خلال تقديم الدعم المالي المباشر لهم والتنسيق مع وكالات مثل منظمة الصحة العالمية لتسهيل عمليات الإجلاء الطبي.
نهدف إلى رسم صورة أعمق عن واقع هذه العائلات للعالَميْن العربي والغربي، وإيصال معاناتهم في تجاوز ألم الفقدان وأنقاض الدمار. ندعوكم للاشتراك في نشرتنا البريدية ليصلكم تحديث شهري عن العائلات التي نمدّ لها يد العون.

David Allan

مؤسس المشروع

رسالة من مؤسّس المشروع

اسمي ديفيد آلان وأنا رجل أعمال كندي. أعمل في مجال التصنيع، وأستلم إدارة الفروع المختلفة لمصنع إلكترونيات في الصين والإمارات والسعودية. وكغيري من الناس حول العالم، شهدتُ لأشهر طويلة سيلاً من الصور المروعة للعدوان على غزة. وكمعظمنا، لم أكن أفعل شيئاً حيال ذلك. ثم جاء يوم 25 يونيو، حين فتحت الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويورك تايمز وطالعت هذا المقال

عرض المقال صورة لفتاة فلسطينية تعاني من سوء التغذية الحاد وهي مستلقية على سرير مستشفى. حينما رأيت الصورة لأول مرة، ذكّرتني هيئة الفتاة بابنتي الصغيرة.

حتى ذلك الحين، كنت قد شاهدت صوراً لا حصر لها ولم أفعل شيئاً. لكن بعد رؤية صورة هذه الفتاة الصغيرة، لم أستطع أن أشيح بنظري عنها. كان عليّ أن أفعل شيئاً ما، ولكن ما هو؟ تساءلت، من تكون هذه الفتاة؟ هل يمكنني معرفة المزيد عنها؟ وإن استطعت، فهل بإمكاني مساعدة عائلتها؟ لم يذكر المقال اسم الفتاة، لكنه ذكر اسم المصوّر، محمد سالم من وكالة رويترز العالمية.

عندما بحثت عن محمد سالم على الإنترنت، اكتشفت سريعاً أنه مصوّر صحفي فلسطيني مرموق، حاز على جائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024 لعمله في غزة. عثرت على محمد على منصة لينكد إن، ووجدت أنه قد نشر المزيد من الصور للفتاة نفسها.

كتبت تعليقاً لمحمد على أحد منشوراته، ورد عليّ على الفور. اكتشفت أنه ليس مجرد مصوّر صحفي عادي يلتقط صوراً لأشخاص لا يعرف عنهم شيئاً، بل يدوّن محمد أسماءهم ويُرفق معلومات التواصل معهم. أخبرني أن اسم الفتاة هو جنى عيّاد، واسم أمها نسمة.

أعطاني محمد رقم نسمة، وبالاستعانة بأداة ترجمة تلقائية، بذلت جهداً كبيراً لصياغة رسالة نصية لنسمة باللغة العربية، شارحاً رغبتي في إرسال مساعدات مالية لمساعدة ابنتها. ساورني القلق من أنها قد لا ترد، أو أنها قد تتجاهل رسالتي معتبرةً إياها غير جادّة. ولكن محمد وافق على الاتصال بها لينقل لها مدى جدّيتي وطيب نيّتي.

واجهت مشكلةً ثانية، كيف أرسل مبلغاً مالياً إلى شخص في غزة وأضمن وصوله له؟ خصوصاً في ظل انهيار النظام المصرفي. بمساعدة محمد، توصلنا إلى طريقة لإيصال الحوالات المالية عبر بنك فلسطين إلى أحد أقارب نسمة في الضفة الغربية.

كلي شكر وامتنان لمحمد على مساعدتي في الوصول إلى نسمة، ولنسمة لقبولها مساعدتي. عندما أرسلت لي نسمة هذه الصورة التي التقطتها لابنتها وهي نائمة، شعرت بأنها سمحت لي أن أكون جزءاً من حياة عائلتها.

بدءاً من تلك اللحظة فصاعداً، لم أعد مجرد متفرّج لأخبار غزة. لقد تواصلت مع عائلة فلسطينية حقيقية، واستطعت أن أخفّف، ولو بقدر ضئيل، من نقص الغذاء المروع الذي كان يهدد حياتهم. قمت بفعل شيء بدلاً من الوقوف مكتوف اليدين. لكن هذه كانت مجرد البداية. أسّست هذا المشروع لإتاحة الفرصة لمزيد من الناس للتواصل مع المزيد من العائلات الفلسطينية.

صادف يوم 25 يونيو، اليوم الذي نشرت فيه صحيفة التايمز صورة محمد لجنى، أن يكون عيد ميلادي. في ذلك اليوم، وُلدت من جديد بهدفٍ جديد في الحياة. يوماً ما، ستكون فلسطين حرة بإذن الله، وسأبني مصانع في غزة لأوظف فيها العمّال والمهندسين والتقنيين الفلسطينيين الموهوبين. ولكن في الوقت الحالي، سيُساهم هذا المشروع في مساعدة الفلسطينيين على نطاق أصغر. وبعدما تتكلّل جهودنا بالنجاح في مساعدة عائلة عيّاد، سنوسّع المشروع ليشمل عائلات أكثر.

يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية ليصلكم تحديث شهري عن قصة عائلة عيّاد.