قصة عائلة عياد

نسمة عيّاد هي شابة وأم غزاوية لأربعة أطفال (إيلين 10 سنوات، أحمد 8 سنوات، جنى 7 سنوات، جوري سنة واحدة). قبل أن يبدأ العدوان على غزة، سافر زوجها إلى مصر حتى يتبرّع لوالده بكبده. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكّن من العودة لعائلته.

وبعدها بفترة قصيرة، قصف الاحتلال منزلهم في شمال غزة، مما اضطرت العائلة إلى النزوح إلى مناطق أخرى في القطاع، حيثُ كان الطعام فيها شحيحاً للغاية. أثّر شُح الطعام والماء النظيف بشدة على الطفلة الثالثة في العائلة، جنى. حيثُ أُصيبت بمشاكل في المعدة، وأصبح جسدها غير قادر على امتصاص كمية الطعام والماء القليلة التي كانت تتناولها. أدّى كل ذلك إلى إصابتها بحالة من الجفاف والهُزال وسوء التغذية الحاد، إلى جانب مضاعفات صحية بدأت تنهش بجسدها كالتقيؤ (الاستفراغ) والإسهال المتواصلين، مما أدى إلى تدهور حالتها.

خوفاً على ابنتها من الموت البطيء، لجأت نسمة إلى مرفق صحي تابع لمنظمة الصحة العالمية لمعالجة سوء التغذية الحاد في مستشفى كمال عدوان . من هناك، قام أحد فرق الطوارئ الطبية الدولية بنقل جنى إلى مستشفى الميدان الأمريكي جنوب القطاع، مع العلم أن وزن جنى ذات الـ 7 أعوام كان 9 كيلوغرامات فقط (أقل من 20 رطلاً).

“أنا مرعوبة، وأخاف أن أفقد ابنتي”، هذه كانت كلمات نسمة لفريق كُتاب النشرة البريدية في منظمة الصحة العالمية. وأضافت نسمة: “ابنتي هي كل حياتي. كانت جنى مثل الوردة، أما الآن، أستطيع أن أرى ضلوعها وعمودها الفقري. ابنتي لا تستطيع حتى أن تجلس، وأحملها بنفسي إلى دورة المياه”.

قام فريقنا بإعداد هذا الفيديو الذي يروي قصة عائلة عيّاد، يشرح الجزء الأول من الفيديو وضع نسمة، أما الجزء الثاني فهو عبارة عن مكالمة هاتفية أجريناها مع نسمة وأبنائها جنى وأحمد (من خلال مترجمة).

منذ ذلك الحين، اكتسبت جنى كيلوغرامين فقط وما زال وزنها ثابت على هذا الحال، ، وما زالت تعاني من آثار سوء التغذية المزمن، بما في ذلك مشاكل في المعدة، وآلام العظام، وتساقط الشعر، والصدمات النفسية الشديدة.

حاولنا وما زلنا نحاول بكل جهدنا أن نيسّر عملية إجلاء عائلة عيّاد خارج غزة، حتى تحصل جنى على العلاج اللازم ونلم شمل الأطفال بوالدهم. يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية ليصلكم تحديث شهري عن قصة عائلة عيّاد.

شاهد هذا الفيديو لسماع نسمة عياد تتحدث عن حالة ابنتها (باللغة العربية مع ترجمة باللغة الإنجليزية).